26 - 06 - 2024

حتى أراك | الشخصي والعام في إعلام الإنترنت

حتى أراك | الشخصي والعام في إعلام الإنترنت

(أرشيف المشهد)

  • 7-7-2015 | 23:35

في أواخر تسعينيات القرن الماضي وتحديدا عام ١٩٩٩ ، سألت احد شركاء ميكروسوفت ، لماذا تنتشر اجهزة التليفون المحمول بهذه السرعة المذهلة ، ولا يوجد حتى الان نفس المؤشرات لانتشار اجهزة الكمبيوتر ، كان وقتها التليفون المحمول بسيطا في الإمكانيات ، مجرد جهاز تليفون لكنه صغير الحجم ، وجوال ،  أجابني : ( سنوات قليلة و ينتشر ،  وسيجد الباحثون طرقا لاستحداث ضرورات تطور الاستخدام الشخصي لاجهزة الكمبيوتر ، وهذا هو الحل الوحيد  ) بالفعل بعد سنوات وجد كل واحد نفسه ، و قد صارت  لديه الرغبة الملحة في الاستخدام الشخصي للكمبيوتر ، والإنترنت ، و مواقع التواصل الاجتماعي ، بل وتداخل الكمبيوتر مع الموبايل ، حتى اننا الان لا نحمل مجرد تليفونات محمولة بل نحمل اجهزة كمبيوتر شديدة التطور بهذا الاجهزة  السحرية  (سمارت فون ) ، وتداخل الشأن الشخصي مع الشأن العام ، وتداخلت الاحتياجات الذاتية المنغلقة مع الاحتياجات الجماهيرية ، وازداد الامر تعقيدا ، ،،،

من شبكة صغيرة  بين مجموعة من العلماء في امريكا  (فى 1959) ليتبادلوا الملفات بينهم  فى أطار برنامج أمريكى عنوانه  (وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة أوadvanced research projects agency) الى  الأنترنت الحالي  بنظام عالمى لتبادل المعلومات والبيانات عن طريق مجموعة من اجهزة الكمبيوتر  المتصلة ببعضها, و تتكون من مجموعة من الشبكات الصغيرة في البيوت و الجامعات و الشركات و الحكومات ... شبكة عالمية كبيرة يمكن عن طريقها تبادل الفايلات وعمل شات و لعب اشهر اللعبات  و عمل ايميلات.ومكالمات ومشتريات ومبيعات .. وسماع اذاعات ورؤية تليفزيونات ... عالم عجيب .. يأخذك .. ولا يتركك الا وانت واحد من ضحاياه .. او .. واحد من مستثمريه ... ومسثمري نفسك فيه... انت تختار..

 تزايدت أهمية الإنترنت بشكل كبير منذ التسعينيات في القرن الماضي ، حتى دعا البعض إلى اعتبارها وسيلة اتصالية جديدة بحد ذاتها، بل  ويمكن أن تحل محل وسائل الإعلام التقليدية،  وسط قبول تارة  ، وانتقادات  تارة اخرى ، حتى ان   البعض كان  مترددًا في قبول هذه الرؤية، ،، في وقت  واجه فيه أساتذة الاعلام والاتصال الجماهيري  تحديًا  يتمثل في كيفية دمج الإنترنت ،  واستخدامات هذه الشبكة العملاقة الدولية  ، ضمن مقررات علوم  الاعلام ، و الاتصال الجماهيري ، للمساعدة في إعداد إعلاميين جدد  للمنافسة في سوق العمل ،   في ظل تصور يرى  أنه لا بديل عن التحول الي هذا الشكل الجديد في تعليم علوم الاعلام ، و تنبأ البعض منذ البداية ، بأنه لن ينقضي  العقد الأخير من القرن العشرين  دون ان تتم عملية الدمج هذه بين الإنترنت وعلوم الاتصال الجماهيري والاعلام  ،،

نعم تستطيع ان تكون ناشرا ومخرجا  وصحفيا ومذيعا  في هذا الاعلام الجديد،،، لم يعد الكمبيوتر آلة جامدة بعد ان استقر فيه سكانه المقيمون فامتلأ بالحياة بكل ما فيها ،،مع وضع في الاعتبار انه قد يكون مضحكا بعد اقل من خمس سنوات ان نسميه الاعلام الجديد ،، بل قد يكون من قبيل التوثيق ودراسة التاريخ ان تقرأ هذه الكلمات ،،

مقالات اخرى للكاتب

 ثمن التجربة الاعلامية





اعلان